حوار مع تشانسيثا مارك، مركز معلومات العمال

تاريخ النشر: 
الجمعة, 5 حزيران, 2020

حوار مع تشانسيثا مارك، مركز معلومات العمال (كمبوديا)

في محاولة لزيادة مركزية المجتمعات المحلية في توثيق وتحليل الظروف العالمية المشتركة التي تؤثر على المجتمعات، يتعاون فريق الشبكة العالمية العامل المعني بالرصد مع الحركات الاجتماعية بالشبكة للدفع بجمع البيانات حول القضايا التي تؤثر على المجتمعات المحلية.

هذه المقابلة مع تشانسيثا مارك، منسقة مركز معلومات العمال، وهو اتحاد للعاملات بصناعة الملابس ومن أعضاء تحالف الأخوات المتحدات، هي الأولى ضمن سلسلة "الرصد بقيادة المجتمعات"، التي تسلط الضوء على أمثلة حول كيف يتعامل أعضاء الشبكة مع جمع البيانات واستخدامها في تحسين الظروف المعيشية وحفظ كرامة الأفراد بالمجتمعات المحلية.

Channsita Mark.jpeg

Channsita Mark
Channsita Mark

في مارس/آذار 2017 أصدر مركز معلومات العمال "واقع العمود الفقري للاقتصاد الوطني" وهو مطبوعة بحثية عملية تشاركية تستعرض تفصيلاً واقع عاملات صناعة الملابس والنسيج في كمبوديا.

كان الفريق البحثي للدراسة يتكون من ثلاثين عاملة وعاملاً، شاركوا بنشاط في الدراسة، من مرحلة التصميم وحتى العمل الميداني والتحليل وكتابة التقرير. هذا النهج التشاركي يهدف إلى "بناء قدرات العمال" وإحساسهم بتملك العملية كخبراء معنيون بحياتهم والقضايا التي تشغلهم"، كما أوضحت تشانسيثا مارك.

ما الذي يقوم مركز معلومات العمال برصده، ولماذا؟

يدير مركز معلومات العمال مبادرات بحثية عملية تشاركية مع العاملات الوافدات في صناعة النسيج والأحذية. يرصد المركز تنفيذ قوانين وسياسات ومعايير العمال والعمل، والخدمات الاجتماعية الأساسية ذات الصلة، ليرى إلى أي مدى يجري اتباع القوانين والسياسات.

إضافة إلى الجانب القانوني، فإن أغلب العاملات ينحدرن من مناطق ريفية، ومن ثم يفهم المركز أيضاً أسباب قدومهن إلى المدن واشتغالهم بهذه الصناعة، ويتفهم أيضاً أحلامهن وطموحاتهن من العيش في المدينة.

كيف تجمعون المعلومات؟

"واقع العمود الفقري للاقتصاد الوطني" "هو أول مطبوعة بحثية عملية تشاركية نصدرها، وتهدف إلى بناء قدرات العمال وإحساسهم بتملك العملية كخبراء يفهون حياتهم ومشاكلهم وقضاياهم جيداً.

بدأت الدراسة بورشة عمل للنقاش فيما بين أعضاء الفريق البحثي (مكون من 30 عاملة وعاملاً) حول هدف العملية وخطواتها وأدوات جمع المعلومات. تم تقديم دعم فني من المركز، الذي شارك في كافة خطوات الدراسة، بدءاً من التعرف على الموضوعات وتحضير الأهداف وفهم نطاق الدراسة وتصميم الاستبيانات وجمع البيانات مع الأقران والتشاور حول النتائج، إلخ. اشتملت نهج جمع البيانات على نقاشات حول الاستطلاع ونقاشات جماعية. تمت مناقشة حجم العينة وتكوينها وتم الاتفاق عليها بشكل تشاوري.

إثر نجاح الدراسة، بدأنا في الدراسة الثانية، بناء على عملية مماثلة ضمت عاملات أكثر، وباستخدام قائمة مرجعية دقيقة (على المستوى المجتمعي ومستوى المصنع) إضافة إلى أدوات بحثية أخرى سبق استخدامها.

كيف تسمح هذه الاستراتيجية بإظهار آراء وتصورات النساء اللواتي لهن هويات مختلفة ومتباينة؟

لكي نضم باقة متنوعة من العاملات والعمال ولنوازن بين مختلف الآراء سعينا لإشراك عاملات وعمال على مستويات متفاوتة من الوعي، مثل من يتعاونون مع مكتب استقبال المركز – وهم بطبيعة الحال يفهمون حقوقهم – وآخرون لا يعرفون بالمركز. كما أشركنا عاملات من مختلف المصانع لفهم تجارب مختلف أماكن العمل. إضافة إلى هذا، لم يُطلب من العاملات المشاركات في الاستطلاع أن يشاركن في النقاش الجماعي المركز، لذا تمكنا من ضم رؤى وآراء أكثر، لا سيما من النساء.

كيف تستخدمون المعلومات التي يتم جمعها؟ وما هو المردود؟

نستخدم النتائج في التوعية للجمهور حول ظروف العمل وأيضاً في التواصل مع أصحاب العمل والشركات والحكومات.

في 2017، بعد نشرنا تقرير "واقع العمود الفقري للاقتصاد الوطني"، عرضت العاملات النتائج على مختلف الأطراف المعنية من خلال عروض مبتكرة، مثل عرض النتائج من خلال الأغاني والصور والحوار. أول ردود فعل كانت هي الدهشة: "من عمل هذه الدراسة؟" لأن الدراسة لم ينفذها نفس المجموعة المتعارف عليها من الخبراء، مثل الباحثين أو الأكاديميين. لكن كانت النتائج قوية وسليمة وتعرض أدلة من واقع حياة العاملات لا يمكن لأحد أن ينكرها. إننا نؤمن حقاً بهذا النهج التمكيني للعاملات، لكي يتحدين أنفسهن للخروج من الوضع القائم والانتقال إلى مستوى جديد من القدرة على العمل، فتبرز قضاياهن ويزيد تواصلهن مع مختلف الأطراف المعنية.

الملاحظة الأولى تتمثل في أن الحكومة اتخذت بعض الإجراءات بناء على النتائج. على سبيل المثال، بعد تسليط الضوء على ارتفاع سعر المياه التي يتم بيعها للعاملات، نظمت وزارة الصناعة والحرف اليدوية الأمر لضمان ألا يتعدى سعر المتر المكعب من المياه 800 ريال.

فضلاً عن المذكور، استخدمت العاملات الأدلة عبر مختلف المنصات والفضاءات المتاحة، بما يشمل منتدى للعاملات ومنتدى مجتمعي، وطرقن أبواب السلطات المحلية، وفهمن طبيعة السياسات والتدابير المحلية وآلياتها لتنفيذ تدابير تحسن من عمل ومعاش العاملات كعضوات بالمجتمع.

في الوقت نفسه، بدأن أيضاً في اتخاذ خطوات صغيرة على مستوى المجتمع. مثلاً للتفاوض مع أصحاب البيوت (البنايات التي يقمن باستئجار شقق سكنية فيها) حتى لا يقوموا برفع أسعار الإيجار والمرافق. كما بادرن بتنظيم حملة تنظيف للحي، فضلاً عن مبادرات أخرى. نحن لا ننتظر حتى تعالج السلطات المشكلة، إنما نبدأ في عمل ما هو ممكن وفي وسعنا عمله بناء على الموارد والقدرات المتوفرة.

ما هي التحديات التي واجهتك وكيف تصديت لها؟

تم عمل التحليل بمساعدة جامعة محلية، بالاستعانة ببرمجية SPSS وهي برمجية تقدم قدرات تحليل إحصائي متطورة.

لهذه المنصة الإلكترونية أوجه قصور متعلقة بمشاركة العاملات وإحساسهن بتملك عملية البحث، لأنها تحتاج إلى مهارات فنية ورقمية خاصة. كما أنها صعبة بسبب القيود اللغوية. تم تنفيذ البحث بلغة محلية، ثم تُرجم للتحليل بما أن المنظومة الإلكترونية المذكورة لا تقرأ ولا تفهم اللغة المحلية، ثم تُرجمت النتائج للغة المحلية مرة أخرى ليُكتب التقرير. استغرق هذا وقتاً طويلاً لكنه كان ضرورياً لضمان إحساس العاملات بالتمكين قدر الإمكان على مدار العملية.

أين ترين الفرص للتعاون مع أعضاء الشبكة العالمية الآخرين على مسار دعم أصوات المجتمعات المحلية؟

يمكننا استخدام الأدلة والمعلومات في تغذية أعمال المناصرة الجماعية التي يعمل عليها أعضاء الشبكة، لا سيما فيما يتعلق بالأعمال التجارية وحقوق الإنسان، وحقوق المرأة. كما يمكننا تشارك التقرير على نطاق واسع، على الأعضاء، بشكل يوعي بقضايا عمل المرأة في صناعة النسيج والأحذية في كمبوديا.


تم إجراء هذا الحوار أثناء الحوار الثاني للقيادات النسائية الشعبية من تنظيم الشبكة العالمية، ومن استضافة AIPP، وقد انعقد في تشينغ ماي في تايلاند، في أغسطس/آب 2019.

لتنزيل تقرير "واقع العمود الفقري للاقتصاد الوطني".

الفريق العامل: 
الأعضاء الذين لهم صلة بالموضوع: