الشبكة العالمية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية تدين اغتيال برتا كاسيريس ، المدافعة عن حقوق الإنسان

تاريخ النشر: 
الجمعة, 4 مارس, 2016

تبلغت الشبكة العالمية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية  بعميق الحزن والأسى نبأ مقتل برتا كاسيريس، المُدافعة المتفانية عن حقوق الإنسان وصاحبة التاريخ الحافل بالنضال من أجل حماية الأراضي والأقاليم والموارد الطبيعية في المجتمعات المحلية . فقد أقدم مسلحان صباح الثالث من شهر آذار/مارس على اقتحام منزل كاسيريس الكائن في لا إسبيرانزا في هندوراس واغتيالها أثناء  نومها.

وكانت كاسيريس، وهي أم لأربعة أطفال، تتزعم جماعة لنكا ، إحدى جماعات الشعوب الأصلية في هندوراس التي تعرض أفرادها للتهديد بالنزوح القسري ولانتهاكات جسيمة طالت حقوقهم في المياه والغذاء والصحة نتيجة مشروع بناء سد أغوا ثاركا . ويتشارك ملكية هذا المشروع البالغة قيمته 50 مليون دولار أميركي شركة الطاقة الهندوراسية " دسارويوس إنيرخيتيكوس" وشركة " شينوهايدرو" المملوكة من الدولة الصينية، والتي تعد من أكبر الشركات في العالم في مجال بناء السدود. لكن، وبفضل المعارضة الشعبية المتواصلة التي أبدتها المجتمعات المحلية المتضررة ، بقيادة كاسيريس، أُجبرت شركة "شينوهايدرو" على الانسحاب من المشروع.

يُذكر أن برتا حصلت على جائزة غولدمان البيئية الذائعة الصيت في عام 2015 ، وذلك تقديرًا لعملها الدؤوب في الدفاع عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية لمجتمعات السكان الأصليين. كما حفزت قضيتها لجنة البلدان الأميركية لحقوق الإنسان على وضع تدابير وقائية . مع ذلك، لم تجدِ تدابير الحماية المتخذة  نفعًا في الدولة الأكثر عنفًا في الأميركيتين، لا سيما بسبب تفشي الجريمة المنظمة وهيمنة نخبة صغيرة استفادت في أحيان كثيرة من انتشار المشروعات العملاقة لاستخراج الموارد الطبيعية على حساب المجتمعات المجاورة لمواقع تنفيذ تلك المشروعات.

مع الأسف، إن الوضع الذي واجهته برتا كاسيريس ليس الوحيد من نوعه . إذ لا تزال الشبكة العالمية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية تشهد على التهديدات والاعتداءات المتواصلة التي يتعرض لها المدافعون عن حقوق الإنسان في أنحاء العالم ، ومن بينهم قادة القواعد الشعبية الذين يناضلون من أجل الدفاع عن سبل العيش في مجتمعاتهم ورفاهها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي ، على غرار ما كنت تقوم به كاسيريس .

إن أعضاء الشبكة العالمية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية يعربون عن تضامنهم مع عائلة كاسيريس وأحبائها الذين تركتهم وراءها ، ويتعهدون بدعم النضال المتواصل من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان في هندوراس وما عداها .