يشارك
الإثنين, مارس 9, 2020
يشارك
ما أهمية بناء مستقبل نسوي في غمرة أزمة عالمية؟

بمناسبة يوم المرأة العالمي 2020، شاركت النساء بتنوعاتهن المختلفة من 60 دولة، من الفلبين والهند وفيجي ونيبال مرورًا بالمملكة المتحدة والأرجنتين والإكوادور إلى براغواي حيث فاق عددهن المليون، في الإضراب النسائي العالمي لتسليط الضوء على حالات الظلم التي ما زلن يواجهنها والمطالبة بالتغيير الهيكلي للنهوض بحقوقهن النسائية. بينما يستعد العال اليوم، لمواجهة جائحة كوفيد-19 والاستحابة لها، أصبحت المطالب السياسية التي أطلقها جماعيًا الإضراب النسائي العالمي من أجل التغيير المنهجي أكثر أهمية من ذي قبل: إذ لا يبدو أن كوفيد-19 محايد جنسانيًا، والجائحة ستصيب على الأرجح النساء على نحو غير متناسب في شتى أنحاء العالم، لا سيما نساء المجتمعات الفقيرة والمهمّشة.

التزم أعضاء الشبكة العالمية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في العالم أجمع بصياغة البيان السياسي للإضراب: “نريد نماذج تنمية بديلة محورها الناس والكوكب، تصون حقوق الإنسان وسيادة الغذاء والعدالة المناخية. نُريد عملًا لائقًا وأجرًا مقبولًا لجميع النساء. نريد اعترافًا بأعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر وتخفيضها وإعادة توزيعها على أساس عادل. نريد أن ينتهي العنف القائم على نوع الجنس. نريد أن تتوقف انتهاكات الشركات. نطالب بالوصول العادل إلى الموارد والقوة والفرص. نُطالب بالاصغاء إلى أصواتنا والاستجابة لها وحمايتها. نريد التغيير النظامي ونريده الآن”.

جاءت الإضرابات المنسّقة لتُذكرّنا بالوعود التي قطعتها حكومات العالم منذ 25 عامًا مضى في خلال اجتماعها لاعتماد إعلان ومنهاج عمل بيجين بشأن الحقوق المرأة، ولم تفِ بها، وأيضًا بالاضطهاد الهيكلي المستمر للنساء.

إن تفشي جائحة فيروس كورنا من شأنه أن يفاقم هذا الاضطهاد الاقتصادي والسياسي والاجتماعي في شتى أنحاء العالم، مما يؤدي إلى تنامي العنف الأسري أثناء فترات الإغلاق ونتيجة تصاعد العسكرة؛ وزيادة المشاكل والصعوبات الاقتصادية على النساء المتمثلة في القطاع غير الرسمي وظروف العمل غير الآمنة على نحو غير متناسب؛ والمبالغة في تقسيم العمل وأعمال الرعاية مدفوعة وغير مدفوعة الأجر حسب نوع الجنس، التي عادة ما تزاولها النساء الواقفات حاليًا على خطوط المواجهة الأمامية للجائحة. إن الجائحة لا تعرف التمييز، بخلاف الأنظمة الاستبدادية المتقاطعة. تنال النساء اللاتي يتعرضن للتمييز والاستبعاد والعنف النصيب الأكبر من الضرر.

 ربط هذا الإضراب بين مجموعة من النضالات المتنوعة من أجل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمرأة: النقابات العمالية النسائية، ومجتمعات السكان الأصلي والفلاحين والصيادين التي تدافع عن أراضيها، والناشطات اللاتي يروّجن للعدالة المناخية، و حشد العديد من النساء في شتى أنحاء العالم.

في هذا الصدد، تقول إيدا لوبلان، رئيسة الاتحاد الوطني لعمال المنازل في ترينيداد وتوباغو العضو الذي كان مركز تنسيق في منطقة البحر الكاريبي، ما نصه: “نحن العاملات المنزليات، ندعو النساء اللاتي تعرّضن للعنف والمضايقة في العمل واستُغللن بأساليب عدة، إلى الدفاع عن حقوقهن، والنساء اللاتي لم  يختبرن مثل هذه الانتهاكات إلى الحشد من باب التضامن”.

اختلفت الوسائل التي استخدمها المحتجون في مناطقهم ومجتمعاتهم المحلية في أنحاء العالم، وكان من جملتها القوافل الثقافية والعروض المسرحية المجتمعية والحفلات الموسيقية والمظاهرات والمسيرات والمناظرات.

 على الرغم من القيود التي فرضت على التجمعات العامة بسبب أزمة كوفيد-19، رأينا الأعضاء في هذه السياقات يبدعون في الوقت المناسب في تطوير بدائل لإسماع أصواتهم والمناداة بمطالبهن السياسية عبر الموقع الإلكتروني للإضراب وقنوات التواصل الاجتماعي.

WGS Ecuador 2
WGS Ecuador 3
WGS Ecuador
WomensGlobalStrike Argentina SOCRA
WomensGlobalStrike BoliviaCAOI 2
WomensGlobalStrike BoliviaCAOI Bolivia

لقد حشد هذا الاجراء العالمي المنسّق القيادات النسائية من شتى أنحاء العالم، وحفّز المقاومة الشعبية  للاستجابة وصياغة رؤيتنا لمستقبل نسوي.

أكدت ميسون وو، المنسقة الإقليمية لمنتدى آسيا والمحيط الهادئ المعني بالمرأة والقانون والتنمية، العضو الذي أطلق الحملة وكان  مركز التنسيق في منطقة آسيا، أن ” مستقبلنا يتطلب تغييرًا للنظام من أجل إحداث نقلة في علاقات القوة الحالية تجيز تمتع النساء والفتيات باختلاف تنوعاتهن بالقدرة على اتخاذ القرارات المتعلقة بأجسادهن وعملهن ومواردهن ومستقبل مجتمعاتهن ومستقبل الكوكب. نُدرك أن التغيير لن يأتي على أيدي “النخب” السياسية أو الاقتصادية، إنما عن طريق الاجراءات الجماعية المنظمة للحركات النسوية والشعبية. لقد شق الإضراب النسائي العالمي لنا الطريق للتو، ستواصل الحركات العمل على تنظيم الاجراءات المباشرة الشاملة لإنهاء عدم المساواة والتمييز والعنف والاضطهاد”.

نتوجه بالشكر والتهنئة إلى جميع الأعضاء الذي شاركوا بفعالية ونشاط في الإضراب النسائي العالمي وقدموا قيادة نسائية دينامية في بلدانهم و/أو مناطقهم ليرى العالم بأسره أهمية القيادة النسائية في بناء مستقبل نسوي.