يشارك
الإثنين, نوفمبر 14, 2022

مشروع البحث المجتمعي

يشارك

ما دور وسائل الإعلام المحلية في حماية حقوق الإنسان في المجتمعات؟ ما السرديات التي تروّج لها بعض وسائل الإعلام؟ ما الاستراتيجيات التي تستخدمها الشركات وسائر الجهات الفاعلة للتلاعب بتدفق المعلومات؟ أعد مركز المساواة والتضامن والإنصاف والمشاركة (CISEP) بالتعاون مع الاتحاد الأرجنتيني لعمال صناعة الجلود والصناعات ذات الصلة (FATICA) ومؤسسة النهوض بالإنسان تقريرًا استقصائيًّا يستعرض تأثير الجهات الفاعلة في القطاع الصناعي الزراعي على وسائل الإعلام المحلية في إل سالتو في مقاطعة بوينس آيرس.

Labor union

تعمل مؤسسة النهوض بالإنسان على تطوير برامج مرتبطة بالتنمية المستدامة لتعزيز الانصهار الاجتماعي والقضاء على الفقر؛ وهي عضو في الشبكة العالمية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ويسعى مركز المساواة والتضامن والإنصاف والمشاركة إلى تعزيز العدالة الاجتماعية بصفته منظمة مكرسة للدفاع عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. في عام 2021، أطلقت المنظمتان بالتعاون مع الاتحاد الأرجنتيني لعمال صناعة الجلود والصناعات ذات الصلة مشروعًا بحثيًّا لتوثيق الآثار الناجمة عن ممارسات شركات الأعمال التجارية الزراعية على فرص العمل والظروف البيئية والصحية لسكان إل سالتو. يمارس قطاع الأعمال التجارية الزراعية في إل سالتو نفوذا كبيرًا على القطاعات الرئيسة في عمليات صناعة القرار في المجتمع، عن طريق استراتيجيات مثل التدخل في الشؤون الأكاديمية وبناء سرديات لتعزيز الأهداف التي تديم نموذج الإنتاج الخاص به.

في هذا البحث، ارتأت المنظمات إعداد تقرير تحليلي يكشف كيفية تلاعب شركات الأعمال التجارية الزراعية بوسائل الإعلام المحلية لنشر معلومات تخدم مصالحها، وحجب أي محتوى يعالج قضايا التدهور البيئي وحقوق العمال. كما يُسهم التقرير في تحليل العوامل التي تؤدي إلى تفشي البطالة ونزوح العمال الريفيين في المنطقة.

أجرت المنظمات مراجعة وثائقية نظرية ومراجعة رشيفيرقمية أرشيفية لثلاث من الوسائل الإعلامية المحلية الرئيسة في المنطقة: “سالتو إن ريد”، وسالتو هوي، و”سالتو إن لا نوتيسيا”.  استندت المراجعة النظرية إلى وثيقة أعدتها الشبكة العالمية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بعنوان “خصائص هيمنة الشركات”، التي تُعرّف هيمنة الشركات بأنها الأساليب التي تستخدمها النخب الاقتصادية لانتهاك حقوق الإنسان والبيئة عن طريق التأثير غير المبرر على صانعي السياسات والمؤسسات العامة.

ركز البحث على فحص الروابط بين التمويل الذي تتلقاه وسائل الإعلام المحلية وشركات الأعمال التجارية الزراعية وطبيعة النقل الإعلامي للأحداث المتعلقة بهذا القطاع في المنطقة. وشمل التحليل تحديد المصادر المستخدمة والكلمات المفتاحية والمفاهيم الواردة في المقالات. وقد تعاونت المنظمات تعاونًا وثيقًا مع ممثلي العمال والنقابات وسائر الجهات الفاعلة في المنطقة لتحديد وسائل الإعلام الأكثر تأثيرًا في إل ساتو.

ولإجراء التحليل، اختيرت مفاهيم أساسية على صلة بالموضوعات المطروحة لتقييم كيفية عرض وسائل الإعلام للآثار السلبية للإنتاج الصناعي الزراعي وأوضاع العاملات الريفيات. كانت الوسيلتان الإعلاميتان الأوليتان تمتلكان أرشيفًا رقميًّا ومحرك بحث بالكلمات؛ بينما كانت الوسيلة الإعلامية الثالثة تفتقر إلى هذه الأدوات، مما استلزم إجراء مراجعة يدوية لمقالاتها المنشورة.

يكشف التقرير البحثي عن سلسلة من النتائج تشمل ما يلي:

  • ثمة تفاوت بين الصورة الإيجابية الممنوحة لشركات الأعمال التجارية الزراعية والاهتمام الممنوح لمطالبات المجتمع والعمال.
  • عدم متابعة الأحداث أو التجمعات أو الشكاوى المقدمة في المقالات التي تناقش القضايا التي يثيرها العمال أو المجتمع.
  • غياب المقالات التي تعرض وجهات نظر العمال الريفيين والنقابات وحقوقهم العمالية، حتى لو كان هناك أقسام مخصصة لقضايا العمل والنقابات، وعدم الإتيان على ذكر النزاعات بين النقابات والشركات.
  • نشرت إحدى وسائل الإعلام خبرًا عن مستويات عالية من الزرنيخ في مياه بلدة مجاورة، لكنها لم تُذكر قضية مماثلة في إل ساتو.
  • ليس هناك معلومات عن ارتباط الأعمال التجارية الزراعية بإساءة استخدام المواد الكيماوية الزراعية.
  • ليس هناك تحقيقات صحفية وإعلامية شاملة عن الحقوق البيئية وحقوق العمل والتراخيص والتقييمات الفنية.
  • عمدت إحدى شركات تعبئة لحوم الدواجن إلى نشر لافتات إعلانية في وسائل الإعلام، مما يشير إلى علاقة تجارية من المرجح أن تؤثر على النقل الإخباري المتحيز في ما يتعلق بالتلوث في المنطقة وحقوق العمال.

علاوة على ما تقدم، يؤكد البحث أن تأثير الشركات على وسائل الإعلام مُشكلةٌ تطال الحياة اليومية للمجتمعات المحلية؛ وأن وسائل الإعلام تُسهم في الترويج لصورة إيجابية للشركات؛ وأن استقلالية وسائل الإعلام عامل أساسي لضمان الامتثال للمبادئ الديمقراطية. من هذا المنطلق، تمارس وسائل الإعلام دورًا محوريًّا في حماية حقوق الإنسان والالتزام بالتحقيق الدقيق والمحايد في القضايا التي تؤثر على المجتمعات.

تقدم نتائج البحث دروسًا مهمة للتطبيق المستقبلي:

  • يرتبط هذا البحث بمشروع له أهداف واضحة، وإسهاماته فيه جليّة ومحددة. وهذا الوضوح يضمن الاستفادة من النتائج.
  • من المهم تعزيز مشاركة المجتمعات المتضررة من المشكلة المطروحة، مثل المنظمات والعمال، في مراحل مختلفة من العملية.
  • لا بدّ من مراقبة وسائل الإعلام لضمان الاستقلالية والنزاهة، لا سيما عن طريق تحديد العلاقة التجارية والاقتصادية بين وسائل الإعلام والقطاعات الخاصة التي قد تنتهك حقوق الإنسان.
  • من الأهمية بمكان النظر إلى ما هو أبعد من المحتوى المنشور لتحديد الأصوات المهمّشة والمعلومات المفقودة، لأن المجتمعات تملك معلومات مباشرة عن الأحداث المحلية.
وثائق

  تنزيل تقرير البحث المجتمعي (بالإسبانية)