Skip to main content

معاهدة تنظم سلطة الشركات

يُكافح الأفراد والمجتمعات في أنحاء العالم انتهاكات نظامية واسعة النطاق لحقوقهم الإنسانية، تُسببها أنشطة الشركات. ويزيد الطين بلة الافتقار إلى قواعد تنظيمية تضبط عمل الشركات دول الموطن والدول المضيفة في آن معًا؛ ناهيك عن الفشل في ضمان الوصول الفعّال إلى سبل الانتصاف وآليات المساءلة. من هذا المنطلق، اضطلعت الشبكة لما يربو على عقد من الزمن، بدور حيوي للنهوض في الدفع قدمًا نحو إنشاء إطار دولي قوي وشامل لحقوق الإنسان بشأن بمساءلة الشركات، والدعوة إلى معاهدة ملزمة بشأن حقوق الإنسان والأعمال التجارية.

ويهدف مشروع المعاهدة، وهو صك دولي ملزم، إلى معالجة انتهاكات حقوق الإنسان والبيئة التي ترتكبها الشركات، وتعزيز قدرة الأفراد والمجتمعات المتضررين من هذه الانتهاكات على الوصول إلى العدالة. وتشمل هذه الانتهاكات الاستيلاء على الأراضي، وتهديد حياة البشر، وتدمير الموارد الطبيعية، وظروف العمل الشبيهة بالعبودية.

نبذة تاريخية عن حركة المعاهدة

عقدت الشبكة العالمية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المنتدى الأول للشعوب المتعلق بحقوق الإنسان والأعمال التجارية في عام 2013؛ أوجز الأعضاء في خلاله مطالبهم باعتماد مقاربة حقوقية في وضع الضوابط التنظيمية للشركات في بيان مشترك للمجتمع المدني هو الأول الصادر عن تحالف المعاهدة. وقد دعا التحالف في هذا البيان إلى إنشاء فريق عامل حكومي دولي مهمته التركيز على وضع صك دولي ملزم قانونًا يُعالج انتهاك الشركات لحقوق الإنسان، ويكفل إتاحة آليات فعّالة لإجراء المساءلة وضمان سبل الانتصاف للأشخاص المتضررين. وقد حظي البيان بتأييد ما يزيد على ألف جهة موّقعة شملت 600 منظمة و400 من الدعاة المستقلين في ما يزيد على 100 دولة.

TreatyAlliance
اجتماع الاستراتيجية لتحالف المعاهدة في جنيف (تشرين الأول/أكتوبر 2022). مصدر الصورة الشبكة العالمية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية

في عام 2014، أصدر مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة القرار رقم 26/9، وأنشئ بموجبه فريق عامل حكومي دولي مفتوح العضوية، مُكلّف بصياغة صك دولي ملزم قانونًا لتنظيم أنشطة الشركات عبر الوطنية وغيرها من مؤسسات الأعمال في إطار القانون الدولي لحقوق الإنسان. ومذاك الحين، واظبنا على أنشطة التعبئة والدعوة من أجل إبرام معاهدة قوية، والحث على تنفيذ تدابير وطنية وإقليمية ودولية تُعزز مساءلة الشركات.

ما انفك الفريق العامل المعني بمساءلة الشركات يسلّط الضوء طوال عمله على أهمية مشاركة المجتمعات والحركات الاجتماعية والمنظمات الشعبية المتضررة، في تحديد أطر تنظيمية قوية وسبل انتصاف فعالة واستجابات شاملة لانتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها كيانات الشركات. وشددنا أيضًا على أهمية معالجة الآثار الواضحة وغير المتناسبة لانتهاكات الشركات التي تمس النساء وسائر الفئات اللاتي يقاومن التهميش والقمع، بما فيها الشعوب الأصلية. علاوة على ذلك، بذلنا جهودًا حثيثة لمعالجة الأسباب الكامنة وراء هذه الانتهاكات، عن طريق التصدي لهيمنة الشركات على المؤسسات الحكومية وعمليات صناعة القرار. وسنظل ملتزمين بتحدي النموذج الاقتصادي السائد والدعوة إلى بدائل تعطي الأولوية لحقوق الإنسان وحماية البيئة على الربح.