التقى عشرة أعضاء من الفريق العامل المعني بالسياسات الاقتصادية في الفترة من 4 إلى 8 فبراير/شباط 2019 في تشياباس بالمكسيك، لحضور ورشة عمل بشأن بناء نظام نقد مشترك للنظام الاقتصادي المهيمن، أو ما يُعرف بمسمى “ورشة عمل تشياباس”. شارك في استضافة الورشة أوتروس ماندوس تشياباس، التي شكلت لجنة تخطيط ورشة العمل، بالتعاون مع الأعضاء: صندوق شيدوزا لتنمية المجتمع المحلي (زيمبابوي)، والمبادرة المصرية للحقوق الشخصية (مصر)، ومركز كايروس – الأديان والحقوق والعدالة الاجتماعية (الولايات المتحدة).
ورشة عمل تشياباس هي النشاط الأول ضمن مشروع النقد الممنهج للفريق العامل المعني بالسياسات الاقتصادية، والذي يهدف إلى تعميق وتوسيع دائرة الوعي بالنقد القائم على نهج حقوق الإنسان للمنظومة الاقتصادية العالمية، والتي تعرف فيها الأعضاء على النظام الرأسمالي، بتبصير وتوجيه من النضالات الشعبية.
ولتحقيق هذا الهدف، تجمع أعضاء الفريق العامل لبناء المهاد واللغة المشتركة لهذا النقد المشترك. كانت ورشة العمل مساحة للتعلم المتبادل وللتبادل وللبناء الاستراتيجي، لتحقيق الأهداف التالية:
- تقوية التحليل المشترك للنظام الاجتماعي-الاقتصادي المهيمن وصلاته بحقوق الإنسان
- تعميق السردية المشتركة التي تضع يدها على التناقضات والفرص للعمل الجماعي من أجل إعمال حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية
- وضع استراتيجيات لتيسير التوعية الشعبية على صلة بهذا التحليل وهذه السردية في إطار الشبكة العالمية وخارجها.
ولتحقيق هذه الأهداف، تم تنظيم أجندة ورشة العمل بما يتوافق مع نظرية التغيير التي تتبناها الشبكة العالمية: التضامن، التعلم المتبادل، التحليل المشترك، العمل الجماعي.
وكان من أهم فعاليات ورشة العمل، اليومين الثاني والرابع، عندما حللنا النظام الاقتصادي المهيمن من أجل وضع خريطة تاريخية للنظام الرأسمالي. ومن خلال المناقشات التفاعلية والبحوث الجماعية على الإنترنت، طوّر الأعضاء مفاهيم وتعريفات ووضعوا أيديهم على فعاليات أساسية في مسار تطوير هذا النظام الاقتصادي بالمناطق المختلفة عبر التاريخ. والبناء على عرض الأعضاء حول الميثاق المشترك للنضال الجماعي، تعرّف الأعضاء على المنظومة الاقتصادية المهيمنة كونها الرأسمالية، وأقروا بأن مسار الرأسمالية مضى في اتجاهات مختلفة عبر الحقب التاريخية المختلفة: النموذج الليبرالي، نموذج دولة الرفاه، والنموذج النيوليبرالي.
الخطوات التالية:
في اليوم الأول من الاجتماع، حدد الأعضاء أربعة مجالات تندرج ضمن مشروع النقد الممنهج لفترة العام إلى العامين المقبلة:
- مناهج التوعية السياسية: هذا النسق من الأعمال المتقاطعة يهدف إلى دمج عناصر التحليل والبحوث والخرائط الزمنية المختلفة. الأعضاء مهتمون بإعداد تعريف مشترك ومقاربة ومجموعة مبادئ مشتركة حول كيفية تنفيذ التوعية السياسية في إطار الفريق العامل المعني بالسياسات الاقتصادية، بما يشمل تنظيم فعاليات تعليمية تبادلية، أو فعاليات “تدريب المدربين”، لتقوية التعليم السياسي والشعبي في إطار الشبكة العالمية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
- خريطة زمنية للنظام الرأسمالي: الغرض من هذا التمرين هو إتاحة عملية ومورد داخل الشبكة للتفكير الجماعي ولبناء تحليل مشترك للمنظومة الرأسمالية من منطلق إطار حقوقي وما يتصل به من نُهُج نسوية واجتماعية، فضلاً عن نهج العدالة البيئية. سوف يقوم أعضاء الفريق العامل للسياسات الاقتصادية بوضع خريطة زمنية تفاعلية رقمية للنظام الرأسمالي، بالاستفادة من الخريطة الزمنية الجماعية التي تم تدشينها في تشياباس، وسوف يتم تعديل وتوسيع رقعة هذه الخريطة بمدخلات من ورشة عمل مماثلة في المستقبل تشدد على أهمية المناظير الإقليمية المختلفة.
- البحوث: أعضاء الفريق العامل مهتمون باستكشاف نهجين متمايزين للبحوث: (1) البحث العملي التشاركي و(2) جمع دراسات الحالة من الحركات الاجتماعية ضمن الشبكة العالمية. سوف يتم غرس هذه البحوث في التحليل المشترك للفريق العامل للنظام الاقتصادي المهيمن، بناء على خبرات وفهم أولئك الذين يقفون على جبهات النضال.
- التواصل والتوعية الشعبية: هذا المجال يركز على التواصل والتنسيق والتوعية في إطار الفريق العامل، وعبر مختلف الفرق العاملة الأخرى. الغرض من هذا المجال هو ضمان قيام الفريق العامل للسياسات الاقتصادية بتهيئة الأدوات ذات الصلة والمواد والفضاءات اللازمة للحوار، لتبصير المنظمات الأعضاء بالعمل الجماعي ولتعميق تحليلنا للتيمات والمجالات المختلفة المنبثقة عن هذا العمل.
يمكن قراءة التقرير الموجز لورشة العمل بالإنكليزية هنا.