Summary
في عام 2012، وافقت اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب على النظر في هذه الشكوى ورأت أنها جديرة بالقبول. وقد رفع هذه الدعوى ثلاثة مدافعين بارزين عن حقوق الإنسان هم: منعم الجاك، وأمير سليمان، والراحل عثمان حميدة، إثر استهدافهم بسبب تعاونهم المزعوم مع المحكمة الجنائية الدولية في التحقيقات التي تجريها حول العديد من الزعماء السياسيين السودانيين. وكان جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني قد اعتقل المدافعين الثلاثة لمدة ثلاثة أيام، تعرضوا في خلالها للتعذيب ولسوء المعاملة. مما اضطرهم عقب ذلك إلى مغادرة السودان خشية تعرضهم لمزيد من الاضطهاد في ضوء حالة الإفلات من العقاب التي تتمتع بها أجهزة الأمن والمخابرات. كان أمير سليمان، أحد المدّعين الثلاثة، يرأس مركز الخرطوم لحقوق الإنسان وتنمية البيئة قبل أن تعمد السلطات السودانية إلى إغلاقه وتجميد حساباته المصرفية في إطار استراتيجية الاضطهاد التي تنتهجها.
وجدت اللجنة في قرارها الصادر بتاريخ العاشر من شهر آذار/مارس 2015، أن الحكومة السودانية أقدمت على معاملة المدافعين الثلاثة معاملة قاسية منتهكةً بذلك العديد من المواد المنصوص عليها في الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب التي تشمل، من جملة أمور أخرى، الأحكام المتعلقة بالحق في الكرامة والحرمة من التعذيب (المادة 5)، والحق في الحرية والأمان الشخصي (المادة 6)، والحق في العمل (المادة 15)، والحق في الصحة (المادة16).
وبناء على ذلك ، طالبت اللجنة في توصياتها جمهورية السودان بدفع تعويض كافٍ للمدّعين، واستجواب كل الأشخاص الذين شاركوا في الاحتجاز والتعذيب غير القانوني، وإعادة فتح الحسابات المصرفية الخاصة بمركز الخرطوم لحقوق الإنسان وتنمية البيئة ورفع التجميد عنها.