يشارك
الخميس, أكتوبر 10, 2024
يشارك
IMG_2614
IMG 2581
IMG 2610
IMG 2557
C78704b0 6c85 4ef4 B237 08afe4f22594

أعرب النشطاء والدعاة عن بالغ قلقهم إزاء هيمنة الشركات على الحوكمة العالمية، وذلك في لقاء للحركات والمنظمات الاجتماعية عُقد الشهر الفائت في نيويوك. وقد نظمت الحركات الاجتماعية هذا الحدث بالتزامن مع قمة المستقبل التي عقدتها الأمم المتحدة من 21 إلى 23 سبتمبر/أيلول. وخلال المناقشات التي دارت على مدى أربعة أيام، برز سؤال محوري: من يأتي أولاً – الناس أم الربح؟

تلخص هدف هذا الحدث في تقديم حلول تحويلية الطابع  للتحديات العالمية الأشد إلحاحًا، مع التصدي لرؤية “الأمم المتحدة 2.0″ التي طرحها الأمين العام، والتي تُعزز دور الشركات عبر الوطنية، وتروّج لتعددية أصحاب المصلحة و”الحوكمة الشبكية”.

في هذا السياق، تقول أنيتا غورومورثي، العضو المؤسس والمديرة التنفيذية لمنظمة “تكنولوجيا المعلومات من أجل التغيير”: “نحن نُمجد دور الشركات عبر الوطنية، لا سيما في القطاع الرقمي، في مواجهة تحدياتنا الأساسية مثل تحقيق التعليم الشامل، لكننا لا نلتفت إلى تأثير ذلك على الإدماج أو تفاقم التفاوت الاجتماعي.” وتضيف: “عندما نُسلّم هذه الشركات السيطرة على البنى التحتية الاجتماعية ، نفقد نفوذنا الجماعي على المجال العام. فالقضية لا تتعلق بالقدرات، بل بالمساءلة والقيّم التي نضعها في المقدمة. هل الأولوية للناس أم للربح؟”

اضطلع التحالف الدولي للموئل، وحركة صحة الشعوب، وشبكة المعلومات والعمل الدولية بشأن أولوية الغذاء، والمنظمة الدولية لمساءلة الشركات،  إلى جانب أعضاء آخرين من الفريق العامل الشعبي المعني بتعددية أصحاب المصلحة والفريق العامل المعني بمساءلة الشركات، بدور حيوي في الاستعداد لقمة المستقبل. وأسهموا بنشاط في الدعوة إلى تقديم المدخلات بشأن “ميثاق المستقبل” الذي لفتت الأمم المتحدة إلى أنه وثيقة أُعدت بالتفاوض بين الحكومات بهدف تعزيز نظام متعدد الأطراف يعكس الواقع ويعود بالفائدة على الجميع. علاوة على ذلك، شارك الأعضاء في المشاورات، وانضموا إلى مؤتمر المجتمع المدني الذي عُقد في مايو/أيار 2024 في نيروبي، والذي كان مخصصًا لحشد إسهامات الجهات الفاعلة غير الحكومية في تطوير الميثاق.

وتضيف: “عندما نُسلّم هذه الشركات السيطرة على البنى التحتية الاجتماعية ، نفقد نفوذنا الجماعي على المجال العام. فالقضية لا تتعلق بالقدرات، بل بالمساءلة والقيّم التي نضعها في المقدمة. هل الأولوية للناس أم للربح؟
— أنيتا جورومورثي، العضو المؤسس والمدير التنفيذي لمنظمة تكنولوجيا المعلومات من أجل التغيير

إلى ذلك، شاركت غريس شيكومو-متونغا، رئيسة التحالف الدولي للموئل، في “أيام عمل قمة المستقبل التي نظمتها الأمم المتحدة من 21 إلى 22 سبتمبر/أيلول. وشددت في حديثها عن الجلسات التي حضرتها، على ضرورة تعزيز الشمولية، مؤكدةً أهمية تعاون السلطات المحلية مع المجتمعات، والتعامل مع قضايا التنمية بناءً على احتياجات الشعوب. كما عرضت رؤيتها العامة حول القمة.

وصرّحت شيكومو-متونغا:”ضمت القمة جهات متنوعة من قطاعي التنمية الاجتماعية والاقتصادية، إلا أنها لم تقدم خارطة طريق واضحة لمعالجة التحديات العالمية”، مشيرة إلى أن ” القمة كانت تفتقر إلى الوضوح بشأن قضايا حاسمة مثل تغيّر المناخ، والتوصل إلى وقف إطلاق النار في الحروب المندلعة في العالم، وضمان التزام قادة العالم بتحقيق السلام والأمن. باختصار، خيبت القمة آمال العديد من المشاركين، لاسيما حركات المجتمع المدني.

إنّ حوكمة أصحاب المصلحة المتعددين التي تتمحور حول الشركات والجمعيات الهجينة، ليست الحل للأزمات العالمية الحالية، ولا للإصلاحات المطلوبة “لتحديث” الأمم المتحدة، بل إنها مؤشر مثير للقلق إلى تنامي هيمنة الشركات على منظومة الأمم المتحدة المتعددة الأطراف، وتقويض المبادئ الأساسية للتعددية التي تعتمد على اتخاذ القرارات بين الدول. كما إن تزايد آليات أصحاب المصلحة المتعددين في الحوكمة العالمية لم يُسهم في تحقيق مزيد من الشمولية أو الكفاءة وحسب، بل أدى أيضًا إلى خدمة مصالح الشركات بالدرجة الأولى.

لذا، من الضروري مواجهة احتكار الشركات للقرارات التي تؤثر على سبل العيش اليومية عن طريق المساءلة وتحقيق العدالة. في هذا الصدد، يؤكد أعضاء الشبكة العالمية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الحاجة الملحة إلى تنظيم عمل الشركات على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية للحد من هيمنتها.

ملاحظات للمحررين: