يشارك
الجمعة, فبراير 21, 2025
يشارك
20×13 Cm 3
كريس غروف ييسّر إحدى جلسات اجتماع الاستراتيجية العالمية لعام 2024 في شيانغ ماي، تايلاند.

أعلن كريس غروف بعد أكثر من عقد من التفاني والإخلاص في قيادة الشبكة العالمية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، عزمه مغادرة منصبه مديرًا تنفيذيًّا بحلول نهاية عام 2025. مارس غروف دورًا محوريًّا في تحويل الشبكة إلى مساحة يقودها الأعضاء بحق، وأسهم في تعزيز صوتها الجماعي ودفع التغيير النظامي. اتسمت قيادته بالتزام راسخ بوضع الحركات الاجتماعية والشعوب الأصلية والمقاربات النسوية المتعددة الجوانب في مركز العمل، مع توفير المساحات التي تتيح للأعضاء بناء التضامن، وإجراء التحليل النظامي، وتعزيز الجهود الجماعية لمواجهة الهياكل الاقتصادية والسياسية الجائرة.

في هذا الصدد، أشار رايان شلايف، عضو مجلس الإدارة المنتهية ولايته والمدير التنفيذي لمشروع المساءلة الدولية، متحدثًا عن مساهمات كريس، إلى أن الشبكة العالمية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لطالما تمحور اهتمامها حول الناس. وأكد أن جهود أعضائها البالغ عددهم 300، إلى جانب موظفيها المتميزين والمؤيدين المخلصين حول العالم، أثمرت في بناء شبكة ناجحة أصبحت اليوم مصدر إلهام. وأردف قائلًا: “نحن مدينون حقًا لقيادة كريس المدروسة، التي وجهتنا جميعًا للوصول إلى هذه اللحظة. والآن، بات الأشخاص الرائعون في الشبكة، المسلحون بعشرين عامًا من الخبرة، على أتم الاستعداد للترحيب بقيادة تواصل رؤيتنا الجماعية”.

منذ تأسيس الشبكة عام 2003 وحتى تطوير حوكمتها وبنيتها بقيادة أعضائها، أدى كريس دورًا رئيسًا في ترسيخ مكانة الحركات الاجتماعية والقيادة النسوية في تحليلات الشبكة واستراتيجياتها للعمل الجماعي. وفي هذا السياق، قالت هلا مراد، عضو مجلس الإدارة والرئيسة التنفيذية لجمعية دبين للتنمية البيئية: ” تُعدّ الشبكة العالمية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، التي تأسست على نهج حقوقي، ثابتة في التزامها بدعم الكرامة الإنسانية. على مدار أكثر من عشرين عامًا، عملت بجد لتعزيز السرديات المؤثرة وتهيئة بيئة تدفع أعضائها نحو التقدم. يُعزى هذا النشاط والإنتاجية المستدامة إلى قيادة حكيمة تؤمن بعمق بكل فرد ومؤسسة، يرجع الكثير من هذا النجاح إلى كريس، الذي جمع بين الشغف والجهد والمثابرة في تفانيه. فقد كان أكثر من مجرد مدير؛ كان صاحب رؤية وقوة دافعة، غرس روحًا ديناميكية وقيمًا أساسية تضمن الإنجاز والاستمرارية.”

يأتي هذا الانتقال في ظل تحديات عالمية عميقة ومعقدة، لا تؤثر على الشبكة العالمية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية فحسب، بل تمتد إلى الحركات الأوسع نطاقًا المعنية بحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية. يفرض المشهد السياسي والمالي الصعب ضرورة التفكير الاستراتيجي والتحلي بالثبات، مع تعزيز الالتزام بالقيادة الجماعية وضمان الاستدامة طويلة الأجل. وفي هذه المرحلة الحرجة، يظل التمسك بالدفاع عن حقوق الإنسان، ومقاومة الظلم النظامي، وتعزيز البدائل التحويلية ركيزة أساسية لا حياد عنها.

وضع أعضاء الشبكة العالمية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الخطة الاستراتيجية الخمسية لتكون دليلًا للمرحلة المقبلة. وقد صاغ الأعضاء هذه الخطة جماعيًّا خلال اجتماع الاستراتيجية العالمية في تايلاند (16-20 أيلول/سبتمبر 2024)، لترسم ملامح مسار العمل الجماعي.

شددت ديبي ستوثارد، عضو مجلس الإدارة والمنسقة والمؤسِسة لشبكة آسيان البديلة بشأن بورما، من جانبها، على أن الشبكة العالمية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية تمثل مجتمعًا شاملًا من الناشطين والمنظمات، يحتضن الحركات الاجتماعية المتنوعة والمجتمعات الأصلية والنساء والشباب وكافة النشطاء، ويصغي إليهم باحترام متبادل. وأكدت أن “مبادئ العدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والبيئية تشكل الأساس الراسخ الذي نعتمد عليه في تضامننا، وقيادتنا الجماعية، وأفعالنا. لقد أسهم كريس بإصرار ولطف في بناء هذا المجتمع وتعزيز استدامته، ونحن ممتنون له للغاية.”

في عام 2023، اتجهت الشبكة نحو تطبيق لامركزية القيادة وتعزيز تنوعها، حيث أنشأت فريق تنسيق يضم مديري البرامج والحملات والعضوية والاتصالات والتطوير المؤسسي. يضمن هذا الهيكل استمرارية العمل ويعزز قدرتنا على إدارة المشهد المتغير والتكيف معه.

فقد أكدت بيديا شريستا ماهارجانفول، عضو مجلس الإدارة ورئيسة مركز التوعية بحقوق الإنسان، أن “القيادة الثاقبة التي أظهرها كريس، إلى جانب تفانيه المستمر، كانت عاملًا رئيسًا في نجاح الشبكة. ومع انطلاقنا في هذا الفصل الجديد، نثق تمامًا بأن القيادة الجديدة ستكون مصدر إلهام لمواصلة الدفع نحو التغيير الإيجابي.”

إن رحيل كريس سيترك أثرًا عميقًا، لكن إرثه متجذر في المبادئ الأساسية للشبكة، ونموذج العمل القائم على قيادة الأعضاء، والمهمة المستمرة لبناء حركة عالمية تهدف إلى جعل حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية حقيقة واقعة للجميع. نعرب عن امتناننا العميق لقيادته ونتطلع إلى العمل معًا في الفترة المقبلة لضمان انتقال سلس.

نعلن الآن عن شغور منصب المدير التنفيذي الجديد للشبكة العالمية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية! نرجو منكم مشاركته على نطاق واسع:

2
أعضاء شبكة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية خلال الاجتماع الاستراتيجي العالمي لعام 2024.